Monday, November 14, 2016

الهجوم الصاروخي على مكة المكرمة لماذا؟


 أطلق قبل فترة صاروخ باتجاه مكة المكرمة وفاجأ العالم الإسلامي ، إذ إن مكة هي مكان مقدس  ومحرم لجميع المسلمين ولولا تتخذ خطوات منعاً للتكرار سنواجه مرحلة جديدة تدفع المنطقة نحو مستقبل خطير لامحالة.
بعد الهجوم الصاروخي على مكة أدانته جميع الدول الاسلامية ووجهت أصابع الاتهامات إلى النظام الإيراني ، ولكن ماهي الحقيقة؟
طبعا في نظرة عابرة على الحالة لا يبادر بالأذهان اتهام النظام الإيراني بالتورط لكونه يحمل تسمية ”الجمهورية الإسلامية “ وهي مصطبغة بصفة الإسلام ومن غير المعقول كيف يمكن أن يستهدف نظام قبلة مسلمي العالم؟

بعد مجيئ نظام خميني إلى السلطة في عام 1979 تغيبت بسرعة”الحريات“ و”حقوق الأقليات “في إيران وتعرضت القوى التحررية خاصة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية كمنظمة إسلامية للقمع كما تعرضت الأقليات وبالأخص المكون السني لارتكاب المجازر حيث أصدر خميني شخصياً فتوى للجهاد والقتل ضد هذه المنظمة والأقليات .ولم يكتف النظام الجديد بهذا المدى في داخل البلاد بل تجاوز وهدد العراق في خارج الحدود الإيرانية حيث أسفرعن نشوب الحرب الإيرانية العراقية ..
اختفى خلال فترة قصيرة منذ شهر كانون الثاني/يناير 1993حتى تموز1994أي أقل من 7أشهرثلاثة قساوسة مسيحيين الأسقف هوسبيان مهر والقس مهدي ديباج والأسقف تدهيس ميكائليان واحد تلو الآخر ومن ثم قُتلوا وبالتالي ألصق جميع الجهات الحكومية خاصة وزيرالمخابرات (الملا فلاحيان) في حكومة رفسنجاني وفي سيناريو مختلق ألصقوا التهم في هذه الجرائم بالمنظمة المعارضة الرئيسية (مجاهدي خلق) التي كانت قد حصلت على انجازات بارزة على الصعيد الداخلي والدولي بغية تشويه سمعة المعارضة على المرأى العام.غير أنه لم يلبث أن تكشفت أنّ هذه الجرائم قد نُفذّت من قبل وزارة المخابرات .
هذا وذكر مهدي خزعلي الذي كان طيلة سنين من المسؤولين في النظام الإيراني في لقاء بعنوان «وراء كواليس الجرائم ومجزرة ضد السجناء السياسيين في صيف 1988»و تم نشره في 26/آغسطس-آب2016حول قتل القساوسة المسيحيين قائلاً :
«لاحظوا أن احدى العصابات المخيفة الموجودة تخطط لثلاث بنات ...هؤلاء البنات الثلاث كن يفكرن أن القساوسة يتم قلتهم ويتم تمثيلهم ووضعهم في الثلاجة. ثم يتم الطلب من هؤلاء الفتيات الثلاث أن يقمن باجراء مقابلة تلفازية ويؤكدن بأن منظمة مجاهدي خلق قد كلفتنا بقتل هؤلاء القساوسة. انهن يضطررن الى اجراء المقابلة والمخابرات تقول لهن سيتم اطلاق سراحكن في حال اجراء المقابلة.».
وبعد مضي سنة أعلنت منظمة ميدل ايست كانسرن الدولية قائلة: ” لاشك أن هذه الاغتيالات ُنفّذت من قبل جوقة الإعدام التي تعمل في إطار الجهات الأمنية التابعة للنظام الإيراني وتأخذ أوامرها من أعلى مستويات في النظام. كما فجرعملاء وزارة المخابرات في عام 1994 جامعاً لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوتشستان وبالتالي نسبوه إلى مجاهدي خلق .
تفجير مساجد أهل السنة وتفجير ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد الإيرانية
انفجرت قنبلة في حرم الأمام الرضا(ع)يوم 20/حزيران -1990متزامناً مع مراسيم يوم عاشوراء مما أسفر عن مقتل26شخصاً وجرح عشرات الآخرين .. ثم حاول النظام وباستخدام جميع أجهزته السياسية والإعلامية لإلصاق التهمة بمجاهدي خلق .
وبعد 5سنوات، أعلن ”أكبر كنجي “ أحد عناصر وزارة المخابرات سابقاً أن هذه العملية نفذها النظام الإيراني نفسه كما صرح بهزاد نبوي مستشارخاتمي في كلمته العلنية والمنشورة في جريدة ”كاروكاركر“ 4/كانون الأول-1999قائلا:« موضوع تفجير حرم الإمام الرضا (ع) بحث آخر وأنا حالياً لست بصدد طرحه ولكن كانت المسئلة بشكل آخر»
ارسال المواد الناسفة إلى مكة لاختلاق فوضى
أقدم عملاء النظام الإيراني يوم الجمعة 31/تموز 1987وبتحريض النظام الإيراني وبحضور عناصر المخابرات على احداث فوضى تحت شعار ”الموت لأمريكا“  و”الموت لإسرائيل“  في مكة المكرمة وممارسات العنف والغوغاء حيث أسفر عن سقوط أكثر من 1000شخص أكثرهم ايرانيون بين قتيل وجريح. وبعد هذا الحادث أغلقت السعودية سفارتها في طهران وقطعت علاقاتها مع إيران . اعترض السيد حسينعلي منتظري خليفة خميني آنذاك بعد شهور من هذا الحدث في رسالته إلى خميني على أعمال المسؤولين الإيرانيين وكتب يقول:
”يقول الكثير من الأشخاص الموثوقين بهم والذين كانوا شاهدين على الأحداث في مكة وكانوا في الخطوط المتقدمة من المظاهرات بأنه ليس اللؤم كله يقع على السعوديين إذ كان من الممكن أن تجري المظاهرات بشكل محتشم ولا تؤدي إلى ما حدث ولكن وبسبب المشادات من قبل جماعتنا وعدم السيطرة بدأ الهجوم من قبل عناصرنا أول مرة ..في العام الماضي وبالنسبة لتهريب المواد الناسفة المعبأة في حقائب الحجاج الإيرانيين كشفوا 150كغم من موادناسفة شديدالإنفجارحيث انكشف بأن الحجاج الإيرانيين لم يكونوا على علم بذلك والمواد المعباة من قبل عملاء النظام كما أشار رفسنجاني في ذكرياته في عام 1987إلى هذا الموضوع ولكن مرت السعودية مرورا كراماً تجاه الموضوع وبإغماض ولكننا ليس ما تابعنا القضية بنظر الاعتبار فحسب وإنما أغرتنا حيث حدثت في السنة التالية مصيبة كبيرة للعالم الإسلامي “
تفجيرحرم الإمامين الهادي و الحسن العسكري(ع)في سامراء
تعرض يوم 22/شباط-فبراير 2006الحرمان الشريفان للإمامين للشيعة (الإمام الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام)في مدينة سامراء لهجوم إرهابي وتركزت الأنظار  في المحافل السياسية في العراق والمنطقة على عناصرالنظام الإيراني باعتبارهم منفذي هذه الجريمة لمشابهتها الكبيرة لتفجير حرم ثامن الأئمة الإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد الإيرانية حيث كانت تؤكد ظروف العراق تلك الأيام أيضاً.
الهجوم الصاروخي على مكة المكرمة
أطلق يوم 22/تشرين الأول-أكتوبر2016 صاروخ بعيد المدى باتجاه مدينة مكة المكرمة هذه المدينة المقدسة للمسلمين.. ورغم إبطال مفعول هذه الصواريخ من قبل الدفاعات الجوية السعودية ولكنه كان بمثابة دق ناقوس خطر كبير والأصابع وجهت إلى الميلشيات الحوثيين في اليمن والمدعومة من قبل النظام الإيراني.
الكل يعرف أن هذا النظام يهتف بشعارات رنانة مع الظواهر الإسلامية ولكن عمله ضد الإسلام والمسلمين كما يحمل كلمة ”إيران“ ولكنه ضد الإيرانيين وضد الوطنيين. يتشدق بحقوق الإنسان ولكنه لا يمر يوم إلا  بتنفيذ أحكام الإعدام وممارسات التعذيب مواصلة لمجزرة إعدام 120ألف إنسان .. نعم هذا هو النظام الإيراني ، نظام قائم على مبدأ ولاية الفقيه والذي يعتبر نفسه ممثلا لـ” الله“ على الأرض بينما يفتقر الى أية شرعية من قبل الشعب. يهدد الآخرين ولكن جبان جداً وفقط يكفي أن يلقى ردا حازماً دون تنازل فينسحب بسرعة . لذلك الحزم بوجهه ؛ هو الحل الوحيد لدرء هذا النظام ،ومن عمل غير هذا لخسر كثيراً فالنماذج كثيرة لا حاجة لذكرها وهناك تجربة رائعة منذ 37عاماً . إن هذا النظام يمارس الاغتيال ويزرع القنابل ويقصف بالصواريخ ولكن حاله كحال المشبوه الذي يقول خذوني وهذا ما شاهدناه في هذه المرة الأخيرة بعد قصف مكة المكرمة بالصواريخ أيضاً..
هناك لا يمكن البحث عن إيجاد حل في مواجهة هذا النظام إلا باستيعاب هذه المواصفات ومن ثم نتعرف على هوية هذا النظام وسياساته وتكتيكاته وأساليبه كأول خطوة للحصول على الحل الحقيقي وهذا يتطلب اتخاذ سياسة حازمة أمام هذا النظام وذلك بالتوجه إلى الشعب ومعارضته الحقيقية وإلا سيبلعه أخطبوط ولاية الفقيه بعد قليل لامحالة. وبعد هكذا تعرف سيتضح لنا أنه قد تبنى تخطيط الهجوم الصاروخي على مكة من قبل النظام الإيراني و في بيت العنكبوت خامنئي كما يعترف مسؤولو النظام بتزويدهم الحوثيين بالأسلحة والصواريخ وهذا إعلان حرب على جميع مسلمي العالم واذا لا يقف العالم بشكل عام والبلدان العربية بشكل خاص بوجه هذا النظام فعلينا آن نتوقع فجائع أخرى مستعصية العلاج لامحالة ..
وأخيراً، وبعد الهجوم الصاروخي الأخير علي مكة المكرمة ،الرد الصحيح ،يكمن في طرد هذا النظام من منظمة التعاون الإسلامي وقطع علاقات البلدان الإسلامية مع هذا النظام وطرد الحرس وقوة القدس وعناصرهم وعملائهم من المنطقة بالذات.
@m_abdorrahman
(*)ناشط سياسي ومعارض ايراني.



No comments:

Post a Comment