Sunday, November 6, 2016

كلا الوجهين لعملة نظام ولاية الفقيه الديكتاتوري في مأزق

هذه الأيام يستخدم رؤوس النظام ووسائل الإعلام التابعة له من كلتا الزمرتين أكثر من مرة عبارات «خيبة الأمل» و«عدم الثقة» المواطنين حيال النظام.
وما مفهوم هذه العبارات من روية كلتا الزمرتين؟ لربما للإجابة على الموضوع يساعد القاء نظرة عابرة على بعض أقوالهم خلال الأيام الأخيرة :
خامنئي: « للأسف فإن البعض وبدلاً من بث الروح الثورية، يتكلمون بطريقة ويمارسون الإدارة لكي يجعلوا جيل الشباب عديم الثقة بالمستقبل والثورة ولكي يبتعد عن نهج الإمام ثم يشتكي نفس هؤلاء الأشخاص من الزمن.». (كلمة خامنئي- تلفزيون النظام 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016)
رفسنجاني: «شعور الناس بخيبة الأمل لا يؤدي إلى قلق لنظامنا فحسب، بل لكل نظام في الحكم» (وكالة إيرنا الحكومية- 2 نوفمبر 2016)
 
روحاني: «لماذا لدينا الإدمان في بلادنا؟ لان خيبة الأمل هي سيدة الموقف! لان بعض وسائل الإعلام في تصرف غير مسؤول يكرسون روح خيبة الأمل في صفوف جيل الشباب». (كلمة روحاني في برلمان النظام- الأول من نوفمبر 2016)
«بينما تحدث روحاني عن الإيحاء بخيبة الأمل من قبل منتقديه يوم أمس الأول لكنه بالقاء نظرة عابرة على بعض وزرائه وحتى نفسه يوضح بانه ما يسميه تكريس روح خيبة الأمل ليس الا ما جاء من داخل كابينته ولا من قبل منتقدي أداء الحكومة!» (موقع صاحب نيوز الحكومي- 3 نوفمبر 2016)
«هل ان الكشف عن الفساد ومكافحته والكشف عن استغلال بيت المال يؤدي إلى شعور المواطنين بخيبة الأمل أم التستر على الفساد المستشري من أجل حفظ ماء وجه الحكومة ومرافقيها الإصلاحيين؟!» (صحيفة كيهان- 2 نوفمبر 2016)
«ألم يكن أحد الأسباب الرئيسية والأساسية لأجواء المخيبة للآمال في البلاد الظروف الإقتصادية المتدهورة؟» (صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي- الأول من نوفمبر 2016)
وبذلك نرى أن كلتا الزمرتين تؤكد على ان هناك «أجواء خيبة الأمل» و«إنعدام الثقة» سيدان الموقف في البلد.
الا ان اليأس وعدم الثقة لايكفيان للإشارة إلى الحقائق الصلبة جدا وهي الإستياء الشعبي العميق والغضب الإنفجاري لدى الشعب الإيراني. عبارات اليأس والأمل والثقة وعدم الثقة التي تم استخدامها كثيرا في تصريحات مسؤولي النظام وما يكتبوه تدل على مدى ابتعاد الناس عن نظام الملالي اللإنساني برمته وبكل زمره، بما انه لاأحد في النظام يستطيع ان يستثني نفسه عن هذه الحقيقة الصلبة أي «عدم الثقة» وبهذا السبب يقلب ورثة خميني هذا الأمر تطابقا مع ثقافتهم المليئة بالدجل والخدعة لكي يتمكن كل زمرة الإستفادة من هذه المفردات ضد زمرة أخرى. خاصة وأن مسرحية الإنتخابات في نظام الملالي على الأبواب فتحولت هذه المفردات أداة بيد زمر النظام في صراعاتهما على السلطة.
وفي هذا السياق شن نائب حسن روحاني في الشؤون القانونية الملا مجيد انصاري هجوما على ممن يدقون على طبول اليأس وخيبة الأمل قائلا: «كلما تقترب الإنتخابات فتزداد الهجمات على الحكومة وهناك نشاهد الاساءة اليه وتوجيه التهم اليها» (موقع تابناك الحكومي- 3 نوفمبر 2016)
ويقول خامنئي وعناصر زمرته انه بدا واضحا ان الإتفاق النووي كان سرابا على الإطلاق لذلك يجب ان نسير على نفس المسيرة التي كنا نمشي لحد الآن ونعود إلى ما قاله خميني. وأما في المقابل فتقول زمرة رفسنجاني- روحاني ان المأزق والظروف الإنفجارية الراهنة هما حصيلتان لهذه المسيرة التي أبطلت خلال انتخابات عام 2013 وحاليا اذا لم تلتزموا بتعليمات اللعبة داخل النظام ان الإنفجار سيكون شديدا. ما قاله رفسنجاني بان شعور الناس بخيبة الأمل هو أهم مخاوفنا يأتي من هذا المنطلق ويعتبر بيان خجول لتلك الحقيقة.
وعندما يشير جميع زمر النظام إلى ان الطرف الآخر ليس لديه أي أفق فهذا يبين جانبا من الحقيقة ولكن الحقيقة كلها هي أن كلا الوجهين لعملة نظام ولاية الفقيه الديكتاتوري المتهاوي قد وصل إلى نهاية اللعبة تاريخيا.

No comments:

Post a Comment