Tuesday, November 29, 2016

نص خطاب السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية



نص خطاب السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية
في مؤتمر باريس 26 نوفمبر 2016

السيد رئيس الوزراء غزالي، حضرات السيدات والسادة الوزراء، وأصحاب السعادة السناتورات ورؤساء البلديات والحقوقيون المحترمون والمتحدثون وممثلو الشعب السوري العظيم وحلب البطلة، أحييكم جميعا.
نعقد هذا الاجتماع في وقت خرجت فيه حركة المقاومة الإيرانية منتصرة وشامخة من مشروعها الكبير. وأقصد عملية نقل آمن وسالم لأعضاء مجاهدي خلق من مخيم ليبرتي إلى اوروبا. أي نقل قسم هامّ من تركيبة حركة تحرير الشعب  الإيراني. في هذه الحملة الخطيرة الحقت المقاومة الهزيمة بطلب وإرادة نظام ولاية الفقيه، وأحبطت مؤامرات مخابراتية وسياسية عديدة كان النظام بصدد تطبيقها. ولأن الهجمات الإرهابية والقصف الصاروخي إلى نتيجة، بحيث يشّكل هذا النجاح واحدا من أهم علائم مرحلة الضعف والزوال التي يعيشها نظام الملالي.
وضع الملالي مخططات ضخمة أساسية للقضاء على جميع المجاهدين في مخيم ليبرتي لكنهم فشلوا وخاب ظنهم ولا يمر يوم الا وهم ينذرون بعضهم بعضا بخطر احياء المجاهدين داخل إيران.

وفي المقابل فان المجاهدين الأبطال المقاومين الذين اجتازوا عهد الصمود على مدى 14 عاما في أشرف وليبرتي قد دخلوا مرحلة جديدة أي مرحلة الزحف والتقدم بإرادة أقوى بأضعاف وبأفق ساطع وواضح  أكثر فأكثر وبحماس أشد.
وكما قال مسعود قائد المقاومة «المجاهد دائما في الجهاد. من (سجن) ايفين إلى أشرف وليبرتي وإلى أية محطة أخرى. انه مقاتل لدرب الحرية وعنصر من جيش كبير لتحرير الشعب الإيراني وعنصر مقاوم وصامد وعنيد مهما كانت الظروف وفي كل الأوقات وفي كل مكان».  

ولم ننسَ وبقي ماثلا أمام أعيننا استشهاد 141 امرأة ورجلا شجاعا مُكرّما استشهدوا بفعل الهجمات الإرهابية لمبعوثي خامنئي ومالكي. وكذلك 9  من المجاهدين الذين أخذوا كرهائن. إن إحالة ملف هذه المجازر إلى المحكمة الجنائية الدولية ومتابعة الممتلكات المنهوبة للأشرفيين تشكّل جزءا من حقوق الشعب الإيراني. ومن المستحيل أن نتخلى عن استعادة هذه الحقوق الحقة.

أيها الأصدقاء الأعزاء!
ومن علائم مرحلة اعتلاء المقاومة، تصاعد وتيرة الاحتجاجات والاضرابات الشعبية، في طهران والمدن الكبرى. وفي بعض الأحيان يحتشد المواطنون المحتجون أمام برلمان الملالي عشر مرات خلال اسبوع. مجموعات من البازاريين (تجار السوق) أضربوا عن العمل في عدة مدن. طلاب الجامعات يقيمون اجتماعات احتجاجية ويخوض السجناء السياسيون في سجن ايفين وسجن جوهردشت بمدينة كرج والسجون الأخرى في سائر المدن اضرابا عن الطعام.
اولئك الذين فقدوا أموالهم بسبب النهب والابتزاز من قبل المؤسسات المالية للملالي الحاكمين، يتظاهرون أمام المراكز الحكومية. ومؤخرا كشف وزير الداخلية في حكومة روحاني أن في مدينة مشهد لوحدها خرجت مجاميع من المواطنين إلى الشوارع 200 مرة احتجاجا على أعمال النهب.
هذه الصرخات تستهدف أساس النظام. والمشكلة ليست فقط في طرد العمال من العمل بشكل ظالم، والمشكلة لا تنحصر في الرواتب غير المدفوعة ولا في انواع التمييزات وأعمال القمع. بل أساس المشكلة هو وجود حكم يولّد على الدوام المصائب والفساد والدمار.
ان لسان حال شعبنا هو: يجب أن يتغير هذا الوضع، من الاستبداد والفقر والتخلف إلى جانب الحرية والتطور والرفاه.
اليوم، الملالي – من كلا الجناحين- قد باءوا بالفشل في أهم أهدافهم حول الاتفاق النووي. الكل يتذكر أن الدول العظمى الست خاصة أمريكا كم تراجعوا في المفاوضات النووية أمام هذا النظام واكتفوا بتراجع النظام بخطوة واحدة. واني قد حذّرت في حينه أكثر من مرة من التنازلات غير المبررة وعدم تطبيق قرارات مجلس الأمن وعدم ازالة المشروع النووي اللاوطني بشكل كامل.  لكن هذا التوافق الذي كان من المفترض أن يكون فرصة للنظام لحلّ أزماته، قد جاء بنتائج عكسية. فمن جهة يصفه خامنئي بـ«خسارة محضة» ومن جهة أخرى ظهرت الوعود الفارغة التي كان يطلقها روحاني بشأن مرحلة ما بعد الاتفاق النووي.
بعد عام من إلغاء العقوبات، مازال الجوع والفقر يثقل كاهل المواطنين أكثر من ذي قبل. وفي الوقت نفسه برزت التناقضات الداخلية والخارجية وحالات الفساد المالي والفظائع الأخلاقية وتصفية الحسابات بين زمر النظام الداخلية بحيث لم يعد الملالي قادرين مثل العهد الماضي على فرض السيطرة الكاملة على زمرهم الداخلية وعلى الاحتجاجات الاجتماعية.
وبالنتيجة فان الملالي قد ضاقت بهم السبل وبدأوا أنفسهم ينذرون من مصير عقيم يلوح في افق النظام. ولكن في المقابل فان مواطنينا وباحتجاجاتهم اليومية يمارسون واجباتهم يوميا. ما الذي يمارسونه؟ إسقاط نظام ولاية الفقيه و انتفاضة كبرى من أجل الحرية.

وفي مثل هذه الظروف، يحاول النظام أن يحافظ على مسار المساومة الخائب الذي ينتهجه الغرب مع حكومة ولاية الفقيه. انهم يريدون استمرار هذه السياسة  من قبل الحكومات الغربية وبالتحديد أمريكا والاتحاد الاوروبي والتي ساهمت في السنوات الماضية في بقاء الاستبداد الديني في إيران وإثارة الحروب والإرهاب في المنطقة. 
والآن وبعد الانتخابات الأمريكية التي ستبدأ إدارة جديدة عملها، فان الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وشعوب المنطقة ودولها يتوقعون أن يتم مراجعة في سياسات الولايات المتحده على مدى العقود الثلاثة الأخيرة لاسيما السنوات الـ16 الماضية.
لأن السياسات الأمريكية تجاه إيران والمنطقة خلال هذه المدة كانت قائمة على محور التقارب مع الملالي وأن المصائب الناجمة عن ذلك عديدة لا تحصى بدءا من العراق المدمّر والمضطرب وإلى سوريا الغارقة في الدماء وإلى غلق طريق التغيير في إيران.
 وليس من الصدفة أن يصف الملالي الحاكمون هذا العهد بالعهد الذهبي ويخافون من انقضائه. ان المكاسب الطائلة التي حصل عليها الملالي جراء السياسات الأمريكية الخاطئة كانت بمثابة عامل حاسم لتحكيم سلطتهم المشينة وها هم اليوم يقولون بصراحة ان الإدارة الأمريكية الجديدة يمكن أن تكون حكومة الخوف. وهذا الخوف والذعر كان الى درجة قال خامنئي «نحن نفكر في ضرورة كيفية تخليص البلاد من المشاكل المحتملة». وفي الخارج يحاول عملاء النظام واللوبيات التابعة له لعلهم يحولون دون هذا التحول أو يؤخرونه.
فيما يخص العامل الخارجي، يا ترى ما الذي ساعد نظام ولاية الفقيه أكثر من مساومة الحكومة الأمريكية مع هذا النظام؟ لنلقي نظرة إلى ما مضى:
قصف مجاهدي خلق في العراق وتجريدهم من السلاح وهذا كان أهم مطلب الملالي.
فتح الطريق أمام قوات الحرس لتحتل العراق تدريجيا.
فتح باب العراق على مصراعيه أمام نظام الملالي ليجعله منصة لممارسة الإرهاب وإثارة الحروب في المنطقة.
نقض التعهد تجاه حماية وأمن المجاهدين في أشرف وليبرتي.
السكوت والخمول تجاه المجازر المتكررة التي طالت مجاهدي خلق.
مد يد العون نحو الإستبداد الديني عندما خرج الشعب الإيراني في الانتفاضة من أجل الحرية ومنح تنازلات للنظام في المفاوضات النووية.
ألم يؤد قمع الشعبين العراقي والسوري من قبل الملالي إلى تنامي تنظيم داعش؟
ألم يخلق فتح الطريق أمام إرسال قوات الحرس إلى سوريا هذا الكم من الكوارث؟ من دمار لَحِق بسوريا كبلد وإلى قتل مئات الآلاف والى تدفق الموجات المليونية من اللاجئين وإلى الإرهاب وانعدام الأمن في قلب اوروبا وأمريكا.

اننا أكدنا منذ سنوات ونكرر مرة أخرى أن أهم خطأ أمريكا في المنطقة هو استرضاء الملالي الحاكمين. ومن الآن فصاعدا كلما ابتعدت أمريكا عن هذه السياسة كلما تتجه المنطقة نحو السلام و الهدوء.
كما ان الاتحاد الاوروبي بامكانه أن يلعب دورا مؤثرا ايجابيا على الوضع الايراني وكل المنطقة قدرما يشترط علاقاته السياسية والتجارية مع النظام بوقف الإعدامات.
اسمحوا لي أن ألخص كلامي وأسأل ما هو توقعنا وتوقع شعبنا وشعوب المنطقة من المجتمع الدولي؟
 إن طلبنا هو فقط أن توقفوا سياسة منح التنازلات والامتيازات لنظام ولاية الفقيه. طلبنا هو أن لا يستمر بعد الآن السكوت واللامبالاة تجاه جرائم هذا النظام في إيران والمنطقة. بل بدلا منه احترموا نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية. 


أيها الأصدقاء الأعزاء!
تزامنا مع تفاقم التوترات الداخلية والدولية للنظام، وضعت حملة المقاضاة من أجل مجزرة 1988بحق السجناء السياسين، وضعت الملالي أمام تحدّ داخليا وخارجيا.
وخلال الأشهر الماضية حصلت المقاومة الإيرانية وبالاعتماد على جهود أعضائها وأنصارها داخل إيران على أسماء للشهداء لم تُكشَف سابقا وكذلك على معلومات بشأن هوية القتلة تم إعلان جزء منها أمام الرأي العام.
وعلى الصعيد الدولي، أعلنت «لجنة العدالة لضحايا مجزرة عام 1988» في جنيف بدء عملها. كما أن التسجيل الرسمي للقرار المشترك الصادر في الكونغرس الأمريكي في إدانة مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 وكذلك الدعوات التي أطلقتها المجموعات البرلمانية المتعددة في عموم اوروبا هي كلها تشكل خطوات قيمة أتمنى أن تمضي إلى الأمام بسرعة فائقة وتتكلل بالنتيجة النهائية.
هذه المقاضاة استهدفت أساس الاستبداد الديني. ولهذا السبب فان نظام ولاية الفقيه عاجز أمامها. حملة المقاضاة تعمل كعامل تنبيه وكنداء إلى جميع المقهورين. ويجب أن يتضح بشفافية ماذا جرى في «كهريزك» المعتقل الخاص بخامنئي في عام 2009 وماذا فعلوا بالشباب المسجونين وما هي قضية الأطباء الذين تم اغتيالهم والذين كانوا على صلة بملف «كهريزك». جرائم الحرب التي ارتكبها خميني طيلة السنوات الثماني والإعدام الممنهج للمواطنين العرب وارتكاب المجازر بحق مجاميع تلو مجاميع من المواطنين السنة والمواطنين البلوتش والكرد المضطهدين وقضية المواطنين البهائيين الذين يُقمَعون لاعتقاداتهم وكذلك قضية مسلسل الاغتيالات في التسعينيات من القرن الماضي.
نعم، كل هذه الملفات على مدى العقود الثلاثة الماضية يجب تفعيلها.
في حكم الملالي تم كتم أنفاس عديدة تعودت عليها الحناجر واريقت دماء غزيرة ظلما وسُلبت حقوق لأعداد كبيرة من المواطنين. والآن حان وقت المقاضاة وحان وقت استعادة كل هذه الدماء والحقوق وطبعا أكبر حق هو حق الحرية السيادة للشعب الإيراني.
نعم، ان جوهر هذه المقاضاة هو إسقاط الظالمين من عرش الاستبداد. بيت القصيد لهذه المقاضاة هو إسقاط نظام ولاية الفقيه بأكمله. وهذا هو الهدف الرئيسي للشعب الإيراني وهذا ممكن ويجب تحقيقه.

أيها الأصدقاء الأعزاء!
الآن ربط خامنئي أكثر من أي وقت آخر سلطته البالية بقتل الشعب السوري. إنه يحاول من خلال إطلاق ترهات أن يُبرر استمرار هذا الاحتلال وسفك الدماء بحجة الدفاع عن الحرم ولكنه خاب ظنه. إنه خائب اليوم حتى في توحيد الزمر الداخلية للنظام على استمرار هذه الحرب القذرة. الحرب في سوريا لا تمت لا للشعب الإيراني ولا لمصالح إيران بأية صلة.
وترون أن في تظاهرة آلاف الإيرانيين الذين تجمعوا للاحتفال بمناسبة ذكرى ميلاد كوروش في باسارغاد يُسمَع صوت «لا غزة ولا لبنان نفديكِ يا إيران» أي الكل يعلم أن مساعي ولاية الفقيه لإثارة الحروب في العراق وسوريا واليمن تأتي فقط لتكريس أجواء الكبت والخناق في إيران ولضمان بقاء كيان ولاية الفقيه.
إني أكرر نحن وشعبنا واقفون بجانب الشعب السوري الأبيّ الشجاع بوجه الملالي.  ونعتبر أطفالهم الأبرياء أبنائنا ونعاني من شجونهم وتسيل دموعنا على دمار مدنهم ونعيش في قلق على تشرد أبنائهم المُهَجّرين. نحن نعتبر أنفسنا أبناء حلب المضرجة بالدماء وهي من معالم الحضارة العالمية و تقاوم تحت عمليات القصف الضارية على امتداد صمودها منذ 6 آلاف سنة. حلب أيقونة المعاناة والصمود للعالم البشري. حلب لن تركع وستنهض من جديد حرةً أبيةً شامخةً وعامرة. سوريا ليست وحيدة رغم طلب كل الجناة الذين تكالبوا على سوريا ورغم كل سياسة المداهنة البغيضة، فسوريا هي تحتل قلوب شعوب العالم ولا شك أنها ستنتصر وستتحرر.

أيها الأصدقاء الأعزاء!
في الأزمة الحالية التي تمر بالمنطقة، أية حلول لإنهاء الحروب وانعدام الأمن وبالتحديد لإنهاء مشكلة داعش مرهونة بوقف تدخلات النظام الإيراني في المنطقة وخاصة في سوريا. التعاون مع الملالي لمواجهة داعش هو عمل كارثي. فهذا العمل يعزز النظام الإيراني وارهابه ويغذّي داعش سياسيا واجتماعيا.
محاربة داعش، لا يجوز أن تكون بمعزل عن محاربة الملالي وقوات الحرس. كلما أرغمنا الملالي على التراجع، كلما يقترب داعش إلى نهاية عمره.
نحن نمد يد الاستغاثة نحو جميع شعوب المنطقة ودولها لطرد هذا النظام من عموم المنطقة. كما نحذّر الدول الغربية من اعطاء أية مساعدة لهذه النظام الغارق في الأزمات، ونقول لهم لاتجعلوا من أنفسكم سنداً لهذا النظام الآيل للسقوط من خلال تفعيل التجارة وعقد الصفقات مع قوات الحرس. بدلاً من ذلك اعترفوا بمقاومة الشعب الإيراني لتغيير النظام ولنيل الحرية والديمقراطية.

أيها الأصدقاء الأعزاء!
هذه الحركة تعتمد على ما تبذلون من جهد حثيث وتضحيات من نفسها وتعتمد على شعبها. انه هو المبدأ الثابت الذي جعل الطريق سالكا أمام حركة المقاومة. النضال وقطع الطريق بشكل ثابت ودؤوب وفتح الطريق بالتضحيات واستخدام الارادة الانسانية الخلاقة هي العوامل الكفيلة بتحقيق الانتصار في هذا الدرب.
انه قضية ساطعة رسمها مسعود قائد المقاومة للدلالة في هذه الحركة وعلّم المجاهدين جيلا بعد جيل. من اولئك الذين خاضوا النضال منذ سنوات والى الفتيات والشباب المتحمسين الذين ينهضون اليوم لكي يحققوا المستحيل. وهذه هي الارادة والعزم والقوة التي وضعت حركتنا صامدة وقوية لحد الآن رغم كل الأحداث الضارية التي عصفت بالمنطقة والعالم وهي الارادة التي تساعد هذه الحركة من الآن فصاعدا أكثر مما مضى لتمهيد الطريق أمام انتصار الشعب الايراني مع التغييرات التي تطرأ على الأوضاع الداخلية والدولية.
نعم، لا يمكن تصور مصير آخر لهؤلاء النساء والرجال سوى النصر المؤزر.
من لا يريد لنفسه أي مكسب، سيحقق لشعبه كل المكاسب. كونوا على يقين بذلك. واستعدوا لإسقاط الاستبداد الديني بروح المرابطة وصدور صافية في معاقل النضال أي في ألف أشرف.   
نعم، ألف أشرف، يأتي من أجل تحقيق الحرية وسلطة الشعب ولإقامة جمهورية حرة مبنية على المساواة وفصل الدين عن الدولة وإلغاء حكم الإعدام وتساوي الحقوق بين الرجل والمرأة.
سيحين يوم تحرير الشعب الإيراني والسلام والهدوء في المنطقة بإذن الله.

التحية للشعب  الإيراني
التحية للشهداء
التحية للحرية         

No comments:

Post a Comment